مدرسة الحياة ودروسها عبرة ..
و عناصر الدرس كُتبت أمامي كم مرة ..
نظرتُ إليها .. عشتُ مآسيها .. أهملتُها ،،
وظننتُ أني فهمتها ..
كم مرة يجب أن أتعلم .. أن حروفها وكلماتها وعرة ..
ما أقساها .. حين ترميني .. على حين غفلة .. مُرة نعم مُرة
أتجرع كؤوسها .. وتخنقني بعبرة
كم أفهمتني .. أنه عليّ أن أنظر خلفي جيداً حين أغادر
وإذا ترءاى لي شك بسوء فهم
فعليّ أن أتتبع أثره
وأحسمه ولا أترك له جرة..
وأقنعهم بأني ما أردتُ لهم سوء .. ولم أكن
يوماً قليلة عِشرة
كم أفهمتني .. أن احذر إذا جاءوا
ومدوا أيديهم لأصفح لهم
فهذي طباعهم يتقربون حتى تحين لهم فرصة
فتتوالى طعناتهم واحدة تلو الأخرى
كم مرة ..؟
يجب أن أفهم أنهم يصيدون أخطائي .. وينتهزون فرصة
عثراتي ..
فيا ألمي .. كنتُ أظنهم سندي .. وادخرهم لأيامي
خيّبوا ظني .. وزادوني حسرة
حتى أحسستُ بأني في طريقهم
حجر عثرة
يا إلهي .. كيف يفكرون ..؟ وكيف تسّول لهم أنفسهم
في لحظة يبيعون بأرخص الأثمان ..!
تركتُ لهم كل شيء .. تركتهم هناك
في ركنٍ بعيد .. ولم أسمح لهم بأن يروني حتى بنظرة
اقتصرتُ شرهم .. وأعلنتُ ابتعادي وعزلتي
هجرتهم .. ماذا تريدون مني ..؟
عن أي وصلٍ تتحدثون .. وأنتم قطعتم العرق من أصله
ولكن هذه المرة يجب أن تفهميني يا حياة ..
أنه أهون عليّ ألف مرة ومرة
أن أتعلم دروسكِ ..
إلا ما طابت له النفس ..وأجدتي لي شرحه
فهذه طباعي .. فأنا على الفطرة
لم أتعلم ..
أني أعيش في زمنٍ يظلُم
بلا أسباب ..
زمناً كثُر فيه التبلي ..
زمناً أجبرني أن أعاشر الأغراب ..
ماذا يُضير لو عاش الناس في سلام ..؟
أم أن الحياة لا تمضي إلا وفيها الألم
يملأُها العذاب ..!
نعم .. هكذا هي .. وهكذا أقنعتني
يومٌ حلو ويومُ مرٌ
وما أكثر المرارة في أيامي
يفوق حلاوتها الإكتئاب
ودرس وراء درس .. تعبأت دفاتري
وجفت أقلامي .. والدهشة تعتريني
مما أرى ومما أسمع ..
غريبٌ أمرهم .. كم يحبون القسوة
من جفاف أرضهم هجرت الطيور أعشاشهم
وليتهم .. يكفون .. أو حتى تنتابهم
بينهم وبين أنفسهم لحظة يقظة
يستيقظ فيها ضميرهم من سباته
كم يحتاجون لتلك الصحوة ..
علّهم
يشعرون بلحظة ندم ...
لم أتعلم